"مخافه الله"
يحكى أنه مر شيخ أعرابي على طفل صغير يبكي بحرقة فسأله: ما بك يا ولدي تبكي بشدة هكذا ؟
فأجابه الصغير و هو يبكي: لقد رأيت أمي تشعل النار بصغير الحطب، فخفت أن يشعل الله جهنم بي و بأمثالي من الصغار، فذاك ما يبكيني...
سبحان الله طفل صغير يحس بالخوف من عذاب الله سبحانه و تعالى و رجال و شيوخ من كبار السن غارقين في ملذات الدنيا و أهوائها ناسين أن لكل عمر أجل و مهما طال العمر فسيبقى قصير...
و من المظاهر التي تستوجب بالفعل أن نبكي عليها كثيرة هي و من أبرزها ما يلي: - بدون تعميم-
* ترى بيوت الله شبه خالية من ذكره، و المقاهي و النوادي ممتلئة عن آخرها...
* ترى النساء بالشوراع شبع عاريات باسم التحرر و التفتح و هن من أمرهن الله تعالى بالستر والحشمة، بل و تجد أن الرجال أكثر احتشاما منهن ...
* ترى مظاهر الفساد تزداد إنتشارا و لا أحد مبالي لكلام و نصح دعاة الخير الداعين إلى طريق الله...
* ترى أن البعض عندما يكون والديه في أمس الحاجة لعطفه و رعايته يأخدهم و يتركهم في دور المسنين و كأن هذا هو جزاء الإحسان أو أن هذا ما قد أمرنا به الله تعالى و هو الذي نهى عن قول حتى كلمة أف لهما، فما بالك أن يزج بهم في سجون صغيرة تدعى بدور الرعاية...
كل هذه المظاهر و مظاره أخرى كثيرة لم أذكرها لأني لا أريد أن أطيل عليكم .. ألا تدعوا يا إخوة الإيمان إلى أن نبكي بحرقة أكثر من مجرد رؤية النار تشعل بصغير الحطب...
ألا يدعوا رؤية طفل صغير يبكي خوفا من عقاب ر به و هو لا يزال في حداثة سنه و رجال في منتصف و أواخر العمر يسعون وراء كل لذة آنية و ظرفية فقط ..غير آبهين بما أمر به الله تعالى أو بما قاله الرسول عليه الصلاة و السلام ... ألا يدعوا هذا إلى البكاء فعلا .. ألا يدعوا إلى أن نتأسف حقا على ما آل إليه حال الناس في هذا الزمن...
لست أدري حقا ماذا أقول فلست بمرشدة دينية و لا أدعي شيئا من هذا، إنما فقط وددت أن يسمع بقصة هذا الطفل الصغير من ليس بعلم بها .. و ليقارن نفسه به.. و هنيئا لمن وجد نفسه أكثر خوفا من الله تعالى من هذا الصغير...
و للإشارة فقط فكل الكلام الذي قلته لم أقصد به التعميم لأني أعرف أن هناك أناس تعرف حق ربها و رسولها عليها حق المعرفة و لا تحتاج لأحد أن يذكرها في هذا...